عمى الألوان بين الحقيقة والخيال
هل سمعت من قبل عما يسمى بالإصابة بمرض عمى الألوان؟
يمكن أن تكون قد تعرضت في يوم من الأيام لهذا المصطلح، فهو شائع بشكل كبير جداً بين الناس، لكن السؤال هنا هل هذا المصطلح حقيقي أم هو من وحي خيال وتأليف الناس.
دعني أخبرك أن هذا المصطلح حقيقي بنسبة 100%، حيث يوجد عدد كبير جداً من الناس على مستوى العالم مصابين بالإصابة بمرض عمى الألوان.
الإصابة بمرض عمى الألوان من أمراض العيون، وفي هذا المقال سوف نتناول هذا الموضوع باستفاضة، حتى نعرف ماهيته وما كرق التعامل معه وأسبابه.
الإصابة بمرض عمى الألوان
هذا المصطلح الشائع بين الناس بشكل كبير يعني: عدم قدرة الشخص على التمييز بين الألوان، وهذا ناتج عن فقدانه القدرة على رؤية واحد من الألوان الرئيسية الثلاثة.
كل الألوان التي نعرفها في حياتنا تندرج تحت 3 ألوان رئيسية فقط وهم اللون الأحمر والأزرق والأخضر، وعند فقدان الشخص رؤية أحد هذه الألوان فإنه مصاباً بما يسمى الإصابة بمرض عمى الألوان.
الإصابة بمرض عمى الألوان ينتشر مع اختلاف السن، حيث ينتشر بين كبار السن، والصغار ويمنع من الالتحاق بالخدمة العسكرية لأنه يقلل من كفاءة الشخص على التعامل.
ما أعراض الإصابة بمرض عمى الألوان
أعرض الإصابة بمرض عمى الألوان تختلف من حالةٍ إلى حالةٍ أخرى ،وتشمل العدد من الأعراض وهم كالآتي :
· أن الشخص يرى طيفاً واسعاً من الألوان المختلفة، بحيث لا يدرك أنه يرى بصورة مختلفة عن الناس، فهو يصدق ما يراه تماماً.
· عدم القدرة على رؤية كل الألوان، حيث يرى الشخص عدد قليل من الألوان بينما يرى الناس عدداً كبيراً منها.
· يمكن أن تقتصر الرؤية على بعض الألوان المحددة كالأبيض والأسود.
أسباب الإصابة بمرض الإصابة بمرض عمى الألوان
1. هناك أسباب عديدة للإصابة بهذا المرض، ولكن أحد أهم هذه الأسباب بل هو السبب الذي به نصيب الأسد، وهو العامل الوراثي.
يلعب العامل الوراثي دوراً كبيراً في كثير من الأمراض، كما يلعب نفس الدور في مرض الإصابة بمرض عمى الألوان، فعند وجود شخص مصاب من أحد الأبوين يزيد فرصة ولادة كفل مصاب بالإصابة بمرض عمى الألوان.
الإصابة بمرض عمى الألوان على أساس وراثي يحدث فيه نقص في نوع معين من الخلايا المخروطية داخل العين والمسؤولة عن استقبال أحد الألوان وفي هذا النوع من الإصابة بمرض عمى الألوان لا يتغير ولا يتحسن مع مرور الوقت.
2. التقدم في العمر
حيث يحدث الإصابة بمرض عمى الألوان مع كبار السن بسبب قلة كفاءة العين والمستقبلات، وكذلك بسبب مشكلات عصب العين والتي تحدثنا عنه باستفاضة في مقالاتنا السابقة والتي يمكنك العودة لها.
3. الزّرق أو المياه الزرقاء أو كما يعوف بالجلوكوما.
هو عبارة عن مرض يصيب العين ويعمل على تدمير الجهاز العصبي للعين، فالعصب البصري هو المسؤول عن نقل معلومات الرؤية من العين للمخ وترجمتها لتظهر لنا الصورة بشكل أوضح.
ويحدث تدمير للعصب البصري بسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل مبالغ فيه، ومن الممكن أن يصاب الشخص بالمياه الزرقاء حتى في حالة ضغط الدم الطبيعي.
كما أنها تصيب الأشخاص في مقتبل العمر والأشخاص كبار السن وليس لها عمر محدد، لكنها تنتشر بشكل كبير بين الأشخاص كبار السن فوق عمر الستون عاماً وتسبب لهم فقدان تام لنعمة البصر.
لا توجد علامات محددة تدل على وجود مشاكل في الرؤية، لكن تستمر الرؤية في التناقص بشكل تدريجي، حتى يختفي تماماً القدرة على الإبصار.
يتم علاج المياه الزرقاء في المراحل المتأخرة باللجوء إلى العمليات الجراحية وعمليات إزالة المياه الزرقاء وعودة الرؤية من جديد.
4. الساد أو كما بعرف الكتاركت أو المياه البيضاء
يعتبر الإصابة بالمياه البيضاء من أحد أسباب إعتام عدسة العين مما يؤدي إلى صعوبة في القدرة على الإبصار بشكل صحيح، كما أنها تصيب عين من الأعين أو كلا العينين.
تحدث الإصابة بالمياه البيضاء نتيجة كبر السن، التعرض للأشعة فوق البنفسجية، مرض السكري، ارتفاع في ضغط الدم عن الطبيعي، تناول الكورتيزون والتدخين.
فيحدث نتيجة زيادة تكوين المياه أمام عدسة العين، فتصبح أقل شفافية وينتج عنها الإصابة بالمرض الذي قد يتطور وينتج عنه فقدان تام أو جزئي لحاسة الإبصار.
ويتم الوقاية منه بضبط مستويات السكر في الجسم وأيضاً مستوي ضغط الدم؛ حتى تقي نفسك من الإصابة بالأمراض من خلال اتباع الأنظمة الغذائية الصحيحة وتناول الأدوية في المواعيد الصحيحة.
5. كذلك اعتلال شبكية العين السكري، حيث يكون مرضى السكر أكثر عرضة لأمراض العينين وخصوصاً إذا كان السكر غير منتظم.
وهو أحد المشاكل التي تصيب العين ويحدث نتيجة وجود تدمير للأوعية الدموية التي تصل التغذية للعين والتي توجد في الشبكية.
لا تظهر الأعراض الخاصة باعتلال شبكية العين السكري في البداية، لكن في حالة إهمال العلاج تكون الأعراض عبارة عن الإصابة بالعمى الكلي.
وتنشأ الإصابة بالمرض نتيجة زيادة مدة الإصابة بالسكري مع عدم الالتزام بضبط مستويات السكر في الجسم وعدم الالتزام بالتغذية الصحية.
وتبدأ الأعراض في الظهور بوجود هائمات في مجال الرؤية في العين، الرؤية الضبابية، فقدان القدرة على الإبصار.
ومن الممكن أن ينتج عنه بعض المضاعفات التي تضر بصحة الشخص كنزيف السائل الزجاجي للعين، انفصال في شبكية العين، الإصابة بالمياه الزرقاء، فقدام القدرة التامة على الإبصار.
ويمكن الوقاية من الإصابة بالمرض من خلال المحافظة على مستويات السكر والضغط ومستويات الكوليسترول بشكل طبيعي.
أقرأ عن ارتفاع ضغط الدم
6. إصابات العينين.
7. قد يحدث أيضاً كنتيجة لتناول دواء معين.
كيف يتم تشخيص مرض الإصابة بمرض عمى الألوان
يوجد فحوصات معينة ومحددة لمرضى الإصابة بمرض عمى الألوان، حيث يستخدم الطبيب فيها مجموعة من الأرقام داخل ألوان معينة ويختبر المصاب ليرى مدى قدرته على تمييز تلك الأرقام ودرجة الإصابة بالإصابة بمرض عمى الألوان، وكذلك اللون الذي به مشكلة.
وهناك فحص، آخر يُطلب من المريض فيه ترتيب لعب ملوّنة بمجموعات ألوان الطيف المرئي، حيث يستطيع فعله الشخص السليم، بعكس مصاب الإصابة بمرض عمى الألوان فلا يستطيع ذلك.
كل هذه الفحوصات وأكثر تتوفر في مركز مدينة الشرق للعيون، يوجد فريق من الخبراء مدربين تدريباً جيداً على علاج جميع أمراض العيون، كذلك يوجد فريق من المتخصصين ويتضمن اجراء الفحص والتقييم لكافة أمراض أعصاب العين، يمكنك التواصل معهم عن طريق طرق التواصل الموجودة في نهاية المقال.
وكذلك يوجد عيادات فحص العين التي عن طريقها يمكن تحديد أي مرض يعاني منه الشخص وكذلك توفير كافة الرعاية المطلوبة.
هل هناك علاج لمرض الإصابة بمرض عمى الألوان
تعتمد إجابة هذا السؤال على العدد من الأمور كدرجة الإصابة والسبب، حيث أن الإصابة بمرض عمى الألوان الناتج عن الأسباب الوراثية يكون من الصعب جداً معالجته.
لكن في بعض الأسباب الأخرى يكون التدخل الجراحي وسيلة جيدة جداً للتخلص من مرض الإصابة بمرض عمى الألوان، وإذا كان سبب الإصابة تناول دواء معين فيجب وقف الدواء فوراً وباستشارة الطبيب حتى تعود الرؤية بشكل جيد.
كذلك يوجد العدد من طرق العلاج كاستخدام نظارات بألوان خاصة ومحددة لكل مصاب حسب نوعية الإصابة ودرجتها.
ماهي أنواع الإصابة بمرض عمى الألوان؟
تعتمد الإصابة بعمى الألوان وفقاً لدرجة نقص اللون، وتوجد ثلاثة أنواع هما عمى الألوان الأحمر والأخضر والأزرق والأصفر يوجد أيضاً عمى الألوان الكامل
· عمى الألوان الأحمر والأصفر
يعتبر ذلك النوع من عمى الألوان هو النوع الأكثر انتشاراً من بين الأنواع الأخرى، ولا يوجد نوع معين يقلل من مدى قدرة العين على الإبصار وله أربعة أنواع ومنها:
مشاكل المخاريط بطول موجي متوسط: ويتحول في هذا النوع اللون الأخضر إلى اللون الأحمر الشديد.
غياب المخاريط التي لها طول موجي مرتفع: وهنا يتحول اللون الأحمر للون شديد الخضار.
غياب المخاريط ذات الطول الموجي متوسط: توجد في هذا النوع صعوبة شديدة للمريض في القدرة على الإبصار ومعرفة الفرق بين اللون الأحمر والأخضر.
· عمى الألوان الأزرق والأصفر
يعتبر هذا النوع من الأنواع التي لا تنتشر بكثرة عن النوع الأول، ومن الممكن أن يصاب المريض بالنوعين في آن واحد، ويحدث هذا النوع بسبب حدوث تداخل بين المخاريط ذات الأطول الموجية القصيرة، فينتج عنها تداخل بين اللون الأخضر والأزرق وأيضا يتشابه اللون الأحمر بالأصفر.
تعتبر هذه من الحالات الصعبة التي لا يستطيع فيها المريض القدرة على تمييز الألوان الصفراء والزرقاء وما يقرب إليها.
· عمى الألوان الكلي
يعتبر هذا النوع من عمى الألوان من الأنواع التي نادراً ما تحدث وتصيب الإنسان، كما أنها تنقسم إلى نوعان وهما ما يلي:
1. المخاريط ذات اللون الأحادي: والتي يتواجد فيها نوع واحد من المخاريط ذات اللون الأحادي التي تكون من الصعب معرفة الفرق بين اللون واللون الآخر.
في حالة الإصابة بأحد المخاريط التي لها علاقة باللون الأزرق تعتبر الرؤية ضعيفة ويجد المريض صعوبة في القدرة على الإبصار ويعاني من مشاكل الأخطاء الانكسارية مثل قصر النظر، ومن الممكن أن يصيب الإنسان مشاكل في العين أخرى
أقرأ عن قصر النظر، هنا.
2. عمى الألوان الكلي: ويحدث تلف كامل لكل مخاريط العين ينتج عنه فقدان السيطرة التامة على العين وعلى القدرة على تميز الألوان كاملة ومشتقتها من بعضها، وفي تلك الحالة سيجد المريض صعوبة في تميز الألوان، كما سيجد مشاكل في العين كالرأرأة
كيف يمكن أن تحمي نفسك من الإصابة بمرض عمى الألوان؟
لا يوجد طريقة معينة لتحمي نفسك من الإصابة بمرض عمى الألوان ولكن من خلال الفحص الدوري للعين والمتبعة المستمرة في حالة الاكتشاف المبكر يمكن معالجة الأمر وخاصة للأطفال بالطرق التالية:
من خلال المتابعة المستمرة والذهاب لأفضل طبيب عيون قبل دوخل الطفل للمدرسة للاطمئنان على نظره وصحته واتباع نصائح الطبيب
أقرأ عن الرأرأة في العين، هنا.
في هذا المقال تناولنا مرض الإصابة بمرض عمى الألوان المنتشر بشكل كبير على مستوى العالم، وقد تكون معرض لمقابلة مصاباً به فيجب أن يكون لديك المعلومات التي لا يسع الشخص جهلها عن المرض، والتي يمكن أن تحصل عليها من القراءة الجيدة لهذا المقال.