سرطانات العين

الأورام التي تصيب العين

على الرغم من ندرة الإصابة بسرطانات العين، إلا أنه العديد يوجد العديد من الأشخاص المصابين بها في أرجاء مختلفة حول العالم، لاسيما وأن هذا المرض يظل كامن بدون أية أعراض ظاهرة، الأمر الذي يجعله أكثر خطورة، لهذا سنلقي الضوء في هذا المقال على أورام العين السرطانية وأعراضها وطرق علاجها.

 سرطانات العين

تعتبر سرطانات العين أحد أنواع السرطانات التي تصيب أعصاب العين وعضلاتها، وهي عبارة عن كتل نسيجية يمكن أن تتطور في أجزاء مختلفة من العين؛ وتحدث نتيجة ظهور طفرات في خلايا العين الطبيعية وعندها تبدأ هذه الخلايا الموجودة في العين بالتكاثر والانقسام، وتنقسم إلى نوعين سرطانات العين الأولية وسرطانات العين الثانوية.

أعراض سرطانات العين:

 في البداية ينشأ سرطانات العين في صمت دون أي أعراض، ولا يؤثر على الرؤية في المراحل المكبرة، وغالبًا ما يتم اكتشافه صدفة عند إجراء الفحوصات للعين في مركز العيون أو عند زيارة طبيب العيون للتأكد من سلامة العين. 

وتتمثل الأعراض في

احتجاب الرؤية أو فقدان جزئي أو كامل من مجال الرؤية، وجود بقع داكنة (سوداء) على قزحية العين، رؤية خطوط متعرجة، أو خيالات أو نقاط متحركة وأجسام صغيرة عائمة في مجال الرؤية.

ظهور كتلة في جفن العين أو وجود ورم منتفخ (بارز) من إحدى العينين، رؤية ومضات ضوئية تعثر من مجال الإبصار، أن يتغير شكل بؤبؤ العين، الشعور بألم في العين.

ظهور دم في العين، اتساع في بؤبؤ العين، ترهل جفن العين، الشعور بالصداع في العين، حول العين أحياناً

ولذلك عند ملاحظة أي من تلك الأعراض السابقة، ينبغي ضرورة التوجه إلى أفضل طبيب عيون لإجراء الفحوصات اللازمة.

تشخيص سرطانات العين

·       فحص بؤبؤ العين: يقوم الطبيب في البداية بتوسيع بؤبؤ العين باستخدام القطرات المخصصة لذلك وفحصه؛ حتى يستطيع الطبيب النظر لبؤبؤ العين والشبكية

·       تنظير العين: من أجل الكشف على العين بالكامل من الداخل.

·       الكشف بالموجات فوق الصوتية: يتم من خلال الأشعة المقطعية أو أخذ عينة أو التصوير بالرنين المغناطيسي.

·       إجراء التحاليل الطبية والفحوصات

·       أشعة الصبغة: وتتم عن طريق تصوير الأوعية الدموية في منطقة العين ويتم الوريد بالصبغة الملونة حتى تصل للأوعية الدموية في العين.

·       فحص قاع العين

أسباب ظهور سرطانات العين

رغم عدم الاتفاق بين العلماء على السبب الرئيسي للإصابة بسرطانات العين، إلا أنهم تبين لهم أن حدوث أي تغيرات في الحمض النووي للخلايا؛ قد يترتب عليه الإصابة بالسرطان نتيجة حدوث خلل في عمل الجينات، فتعمل الجينات الورمية (المسئولة عن انقسام الخلايا)، أو تتوقف الجينات الكابته للورم المسئولة عن موت الخلايا في الوقت المناسب أو الحد من انقسامها. 

وهناك عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بسرطانات العين (الورم الميلانيني) ومنها

·       العِرق: حيث أن أصحاب البشرة البيضاء أعلى في فرص الإصابة بالورم الميلانيني عن غيرهم. 

·       لون العين: كلما كان لون العين فاتح، كلما زادت فرصة الإصابة بالورم الميلانيني.

·       الجنس: تزداد نسبة الإصابة في الرجال عن النساء.

·       الشامات: فكلما زادت الشامات أو البقع التصبغية في الجلد أو العين؛ زاد خطر الإصابة بسرطانات العين.

·       التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية أو المصابيح الشمسية لوقت طويل دون اتخاذ إجراءات وقائية..

·       العامل الوراثي: في بعض الحالات النادرة قد يرجع الإصابة إلى وجود تاريخ إيجابي للإصابة بالمرض لدى أحد أفراد العائلة.

·       التاريخ المسبق للإصابة بسرطان الجلد.

قد تتسبب بعض الأمراض الوراثية في سرطانات العين مثل (متلازمة سرطان BAPI القليلة، أو متلازمة وحمة خلل التنسج؛ والتي تؤدي إلى شامات غير طبيعية.

علاج سرطانات العين

إذا قام طبيب العيون بتشخيص الحالة على أنها إصابة بسرطانات العين فإن الخيارات العلاجية

تتمثل فيما يلي :

العلاج الجراحي: ويعتمد على إزالة سرطانات العين جراحيًا بعد التخدير العام للمريض، مثلما يحدث في حالة الأورام القزحية، وتعتمد نوع العملية الجراحية على عوامل مختلفة منها مكان الورم ومدى انتشاره وحجمه، فيشترط في هذه الحالة أن يكون حجم الورم صغير. 

العلاج الإشعاعي: وهو النوع الشائع لعلاج سرطانات العين، حيث يتم استخدام الأشعة السينية للقضاء على الخلايا السرطانية، ورغم ما يتميز به العلاج الإشعاعي من إنقاذه لجزء من الرؤية في العين ومحافظته على بنيتها؛ إلا أنه قد يؤدي إلى فقدان الرؤية بشكل كامل إذا أثر الإشعاع على أجزاء أخرى بالعين.

العلاج بالليزر أو العلاج الحراري عبر الحدقة: وفيه تستخدم الحرارة الصادرة من الليزر (الأشعة تحت الحمراء) في القضاء على أورام العين الصغيرة، ويتميز بأن آثاره الجانبية أقل من العلاج الإشعاعي أو الجراحي.

العلاج الكيميائي: ويلجأ إليه عادة لعلاج ليموفوما العين (ميلانوما) إما بحقن الدواء المستخدم مباشرة في العين، وقد يؤخذ عن طريق الفم أو من خلال الوريد؛ به ف الوصول إلى معظم أجزاء الجسم.

العلاج الموجّه: بتم استخدام دواء أو مواد معينة للحد من انتشار الخلايا السرطانية.

العلاج المناعي: يتم من خلال حث الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا الورم السرطاني مثل الأجسام المضادة وحيدة النسل.

استبدال العين بعين صناعية: يتم عمل هذا الإجراء في حالة أن حجم الورم أصبح كبيراً، أو فقد الشخص القدرة على الإبصار.

العلاج الضوئي الديناميكي: فيتم ذلك من خلال الدمج بين العلاج الضوئي الديناميكي وبين الأدوية من خلال توحيه طول موجي معين، فيعرض الخلايا السرطانية للضوء، فيتم من خلالها تدمير الخلايا السرطانية وتكون فعالة في حالة الورم الصغير وغير فعالة في حالة الورم الكبير.

عادةً لا يتم استخدام العلاج الكيماوي في علاج سرطان العين، ويجب الإشارة أن حوالي 50 % من الأشخاص المصابين بسرطانات العين ذات الحجم الكبير، يعيشون حياتهم بشكل طبيعي مدة لا تقل عن خمسة سنوات.

أنواع سرطانات العين

الميلانوما العينية: يعتبر هذا النوم من أورام العين من الأنواع الأكثر انتشاراً بين كبار السن، ويتكون في خلايا العين التي بها صبغات مثل القزحية، عادةً ما يصيب الأشخاص تحت سن ال 60 عاماً

من أعراضه: الإحساس بوجود هالات أو عوامات، وجود بقعة غامقة تتزايد على قرنية العين، الرؤية تصبح مشوشة، عدم القدرة على الإبصار في محيط العين.

من أسبابه: لا يوجد سبب محدد لهذا النوع لكنه يحدث نتيجة طفرة في الحمض النووي الذي يوجد داخل العين، فالخلايا التالفة في الحمض النووي تتزايد بشكل غير طبيعي وتظل حية، فتكون كتلة من الخلايا تسبب الورم.

قد تحدث بعض المضاعفات نتيجة الإصابة بالورم مثل الزرق نتيجة ارتفاع الضغط داخل العين

سرطان أرومة الشبكية: من أنواع سرطانات العين النادرة التي تصيب الأطفال في سن تحت الخامسة.

حيث أن الشبكية بها مستشعرات عصبية تعمل على استقبال الضوء الناتج من الجزء الأمامي للعين ويتم من خلالها ارسال الإشارات عن طريق الخلايا العصبية البصرية للمخ؛ لتتم معالجة الصورة وترجمتها.

من أعراضه: وجود لون أبيض في بؤبؤ العين، حول العينين، صعف الرؤية، احمرار وانتفاخ العين.

من أسبابه: يحدث نتيجة الطفرات والعوامل الوراثية في الخلايا العصبية التي توجد في منطقة الشبكية، وينتج عن هذه الطفرة تزايد خلايا العين العصبية في النمو لتكون ورم بينما الخلايا السليمة تموت.

كما أنها من الممكن أن تصل لأجزاء أخرى من العين ومن الأعضاء التي بالقرب من العين كالمخ والحبل الشوكي.

سرطان الغدد الليمفاوية: وهو من أنواع سرطانات العين التي تستهدف الجهاز المناعي.

سرطان جلد العين: وهو من أنواع سرطانات العين التي تتكون في النسيج الذي يحيط بأجزاء العين مثل الجفون والرموش. 

السرطان المنتشر: هو نوع من أنواع سرطانات العين التي تسري من العين إلى أجزاء أخرى في جسم الإنسان.

سرطان النقائل المشيمية: هي نوع من أنواع سرطانات العين انتقلت إلى المشيمة، ولا يشعر المريض فيها بوجود أية أعراض إلا بعد وصول المرض للمراحل المتقدمة منه.

تشمل أعراضه: انفصال الشبكية وعدم القدرة على الإبصار بشكل واضح وممكن أن تتراوح شدة ما بين الخفيف والشديد.

يتم تشخيصه من خلال أخذ عينة أو التصوير بتخطيط الصدى أو بالفحص السريري.

وتتم المعالجة بالعلاج الكيماوي أو الإشعاعي أو كليهما.

لمزيد من المعلومات عن انفصال الشبكية، أقرأ هنا.

سرطان جفن العين: هو نوع من أنواع سرطانات العين التي تصيب الجفن من الداخل والخارج، ويحدث نتيجة التغير في تكوين الخلايا وتبدأ في النمو بشكل غير طبيعي ومن الممكن أن يكون الورم حميد أو خبيث.

أسبابة: من أكثر الأسباب انتشاراً حول هذا الورم هو التعرض لأشعة الشمس الضارة، مما يؤدي لتلف الحمض النووي داخل الخلايا فتحدث الإصابة

أغلب سرطانات جفن العين تعتبر من أنواع سرطانات الجلد لأن جلد منطقة حول العينين رفيع جداً فمن الممكن أن يتضرر بسهولة إذا تعرضت لأشعة الشمس بشكل مباشر، وتبدأ الإصابة بسرطانات الجلد في الجفن العلوي لكنها من الممكن أن تبدأ في الجفن السفلي أيضاً

الفرق بين الورم الحميد والورم الخبيث

الورم الحميد: لا يُعد الورم الحميد سرطان لكنه من الممكن أن يتطور في الحجم أيضاً لكنه لا ينتقل إلى أجزاء أخرى من جسم الإنسان.

الورم الخبيث: فهو ورم سرطاني ينتقل لأجزاء مختلفة في جسم الإنسان كما أنه يتضاعف بصورة شرسة. 

مراحل تطور سرطانات العين

تتوافق مدى خطورة سرطانات العين مع مدى تطور مرحلة سرطانات العين فيتم تقسيم سرطانات العين على حسب الحجم، ومنها:

صغير الحجم: فيصل طول الخلية ما بين 1-3 ملليمترات وعرض الخلية يصل ما بين 5-16 ملليمتراً.

متوسط الحجم: فيصل طول الخلية ما بين 3.1 – 8 ملليمترات ولا يزيد عرض الخلية عن 16 ملليمترات

كبير: في هذه المرحلة يتخطى الطول والعرض 8 – 16 ملليمتراً على الترتيب.

كيف تقي نفسك من سرطانات العين؟ 

لا يوجد طريقة مثالية بعينها لكي تحمي نفسك من أن تُصاب بسرطانات العين ولكن هناك بعض التحذيرات التي يجب الابتعاد عنها؛ حتى لا تتعرض للأورام السرطانية عموماً.

إليك بعض النصائح:

·       الفحص الدوري للعين بشكل منتظم؛ لأنه في حالة وجود إصابة بالمرض في بدايته يمكن معالجته قبل الانتشار.

·       الالتزام بالنصائح التي يعطيها لك الطبيب وبالإجراءات الوقائية للحفاظ على صحة العين.

·       ينصح الأطباء بفحص قاع العين سنوياً، خاصةً للأطفال.

·       ارتداء النظارات الشمسية حتى تقي عينيك من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

·       تناول الأغذية الصحية مثل الخضار والفاكهة والأسماك والألبان.

·       الابتعاد عن التدخين والتدخين السلبي لأنه يسبب السرطانات لكل أجهزة الجسم.

أقرأ عن سرطان البنكرياس

 وفي النهاية يمكن توجيه نصيحة بخصوص الوقاية من سرطانات العين، وخاصة وأنه مرض ذو مضاعفات خطيرة لا يؤدي فقط إلى فقدان البصر، بل قد يفضي إلى الموت أحيانًا، الأمر الذي يؤكد على ضرورة اتباع نمط حياة صحي، والالتزام بإجراء الفحص الدوري لدى أفضل طبيب عيون للتأكد من سلامة العين من حين لآخر.