كيف تتجنب مضاعفات القرنية المخروطية
يُصاب بقرنية العين المخروطية حوالي 50 إلى 100 من كل 100000 شخص، وقد لا ينتبه البعض لأعراضها في البداية، حيث أنه قد يلاحظ وجود تشوش في الرؤية رغم ارتداء النظارة الطبية، فيقوم بتغييرها لأكثر من مره ولكن يفاجئ بحصوله على نفس النتيجة، وهي عدم الحصول على كفاءة النظر المطلوبة.
وقد يكون هذا دليلًا على الإصابة بقرنية العين المخروطية، الأمر الذي قد ينتبه له البعض ويغفل عنه الكثيرين.
لذا سنحاول في هذا المقال تصويب الضوء نحو مرض قرنية العين المخروطية وأسبابه وأعراضه والتساؤلات الشائعة حوله حتى يمكن تجنب مضاعفاته.
ماهي قرنية العين المخروطية
قبل معرفة ماهية قرنية العين المخروطية لابد أن نعرف ماهي القرنية: هي عبارة عن الجزء الخارجي المرئي من العين على هيئة عدسة مقعرة عالية الشفافية مسؤولة عن تجميع الصورة الساقطة على مركز الإبصار بالشبكية، وحماية أجزاء العين المختلفة من العوامل الخارجية كالرياح وغيرها.
أما قرنية العين المخروطية: فهي مرض ينتج عن ضعف في أنسجة القرنية فتصبح أكثر رقة خصوصًا في النصف السفلي من القرنية، وتكون معرضه مع أي ضغط عليها لفقدان شكلها النصف دائري، فتنتفخ وتبدأ في البروز للخارج بصورة تدريجية فيصبح شكلها مثل المخروط، فينكسر الضوء عليها بشكل غير سليم، وبالتالي لن تستقبل الشبكية الضوء بشكل واضح، مما يؤدي لعدم وضوح الصورة.
أسباب قرنية العين المخروطية
تعتبر المسببات الخاصة بهذا المرض غير مفهومة تمامًا، ويمكن القول بأنه مرض متعدد العوامل.
تتمثل العوامل المسؤولة عن وجود مرض قرنية العين المخروطية في
· العامل الوراثي
أشارت بعض الدراسات أن سبب الإصابة بقرنية العين المخروطية في %8-6 من المصابين يرجع إلى العامل الوراثي، ووصلت النسبة في بعض الدراسات إلى %10.
· العِرق
حيث أثبتت الدراسات أن أصحاب البشرة السوداء والاثنين أكثر عرضة للإصابة بقرنية العين المخروطية من أصحاب البشرة البيضاء بنسبة %50.
· الإصابة بأحد الأمراض الجينية
مثل متلازمة داون - متلازمة (إهلرز/دانولس) - متلازمة فارمان - داء تكوين العظام الناقص (العظم الزجاجي).
أما العوامل التي تؤدي إلى سرعة تحول القرنية إلى الشكل المخروطي
· فرك العينين بقوة، خاصة في سن الطفولة.
· نقص مضادات الأكسدة مما يؤدي إلى إضعاف روابط الكولاجين في القرنية.
· التهاب القرنية والملتحمة الربيعي.
أعراض قرنية العين المخروطية
إذا وُلِدَ الشخص بمرض قرنية العين المخروطية، فإن أعراضها من النادر أن تظهر عليه في سن الطفولة، حيث أنها في الغالب تبدأ في الظهور في السنوات الأخيرة من فترة المراهقة، ويزداد الأمر سوءًا كلما يتقدم الشخص في العمر حتى يصل الشخص لمنتصف الثلاثينيات، فتبدأ الأعراض بالتباطؤ أو التوقف عن التقدم وتتمثل هذه الأعراض في
· عدم وضوح في الرؤية بدون سابق إنذار وقد يتطور الأمر إلى تشوهها تمامًا.
· التحسس الزائد للضوء الساطع والوهج.
· التغير الدوري لقياسات النظارة الطبية خلال فتره قصيرة دون أي جدوى.
· عدم القدرة على ارتداء العدسات اللاصقة كالمعتاد.
· مع تفاقم الأمر تظهر ندبة في قرنية العين يصاحبها تورم واحمرار.
قد تبدأ الأعراض في الظهور على عين واحدة، ثم تظهر في العين الأخرى ولا يشترط أن تكون حدتها واحدة في كلتا العينين.
مخاطر قرنية العين المخروطية
إن عدم الانتباه للأعراض الأولية للقرنية المخروطية وكذلك عدم التشخيص والعلاج المناسب لها في البداية، قد ينتج عنها مشاكل كبيرة عبارة عما يلي:
· مع مرور الوقت تبدأ تتأثر سطح القرنية خصوصاً في المكان المتضرر مما ينتج عنه عدم القدرة على الإبصار بشكل جيد.
· تهالك بطانة القرنية الداخلية مما ينتج عنه تراكم المواد السائلة للعين داخل الجزء المخروطي من القرنية وهو ما يطلق عليه بـ (استسقاء القرنية).
· من الممكن أن ينتج عن الانتفاخ الشديد في القرنية إلى انعدام القدرة على الإبصار مجدداً.
كيفية علاج قرنية العين المخروطية
يعتمد أسلوب علاج قرنية العين المخروطية على الأعراض الظاهرة على المريض،
استخدام النظارات الطبية
ففي بعض حالات قرنية العين المخروطية تكون طفيفة وهنا يمكن استخدام النظارات الطبية خاصة بعدسات سميكة؛ فارتداء النظارات الطبية يقلل من الشعور بحساسية العين، أيضاً يقلل من الرغبة في حك العين التي تحد من مدى تطور حالة قرنية العين المخروطية.
استخدام العدسات اللاصقة(الصلبة)
يُمكِن التركيز على تصحيح النظر في الحالات المبكرة من خلال استخدام العدسات اللاصقة(الصلبة)، وذلك عندما تسوء حالة النظر؛ لأنها تساعد على تعديل الرؤية لمدة زمنية طويلة، فلا يتم اللجوء لإجراء العمليات الجراحية كعمليات زراعة قرنية العين.
لكن استخدام العدسات قد يكون مزعج لدى البعض؛ نتيجة عدم الرغبة في العناية بها والاهتمام بتنظيفها، كما أن لها العديد من الآثار الجانبية على العين كإصابة العين بعدوى فيروسية والتهاب الملتحمة والقرنية؛ بسبب عدم الاهتمام بتعقيم المحلول وعلبة المحلول التي يتم استخدامها لتنظيف العدسات.
تثبيت قرنية العين المخروطية
معالجة قرنية العين المخروطية بإجراء عملية "تثبيت قرنية العين المخروطية"، والتي بدورها تعمل على إزالة التحدب الزائد عن العين، وإعادة القرنية إلى شكلها الطبيعي.
حيث يتم استخدام الأشعة الفوق بنفسجية وأشعة الريبوفلافين التي تعمل على ارتفاع قوة القرنية وتقليل فرصة تغيير حجمها عند فرط العين أو الضغط عليها.
وتتم العملية كالتالي:
باستخدام الأشعة الفوق بنفسجية يتم وضع مادة الريبوفلافين التي تساعد على زيادة قدرة تثبيت القرنية ويقلل من قدرتها على التمحور بشكل آخر عند فرك العين أو الضغط عليها.
وتستغرق تلك العملية مدة تصل إلى حوالي 10 إلى 45 دقيقة تبعاً لنوع الجهاز وللمادة التي يتم استخدامها.
يعد استخدام تلك العملية عندما تكون في المرحلة الأولى من الطرق الفعالة خاصة إذا كان سمك القرنية حوالي 400 ميكرون تقريباً، يجب أن يكوم عمر المريض ما قبل الثلاثون عاماً؛ لأن القرنية في ذلك العمر تعتبر ثابتة عند التعرض لأشعة الشمس اليومية.
زرع حلقات داخل لُحمة القرنية
كما يمكن زرع حلقات داخل لُحمة القرنية وذلك في الحالة المتوسطة، لكن إذا كانت الحالة متأخرة، فلا يمكن فعل شيء غير زراعة القرنية، إذ تنخفض الرؤية بشكل كبير ويكون سطح القرنية رقيق للغاية.
كما أن هذه الطريقة لم يعد استخدامها رائجاً بشكل كبير؛ لأن لها عدد كبير من المشاكل التي تعرض الجسم لها، وتلك الحلقات تم تصنيعها من مادة الأكريليك التي تعطي العين الشكل الكروي.
زراعة القرنية
تعتبر زراعة القرنية هل الحل الأخير في حالة فشل وضع العدسة، ويقوم الشخص بطلب القرنية من متبرع، لكن نتيجة عدم وجود عدد كبير من المتبرعين بأعضائهم أصبح هناك مشكلة في زراعة القرنية، فيتم الحصول على قرنية مزروعة من بنك العيون الأردني.
تعد زراعة قرنية العين المخروطية من عمليات العيون التي حققت نجاحاً كبيراً؛ لأن فكرة رفض الجسم للقرنية تعتبر ضعيفة جداً؛ نظراً لأن القرنية ليس بها أوعية دموية كزراعة الأعضاء الأخرى.
ماهي أنواع زراعة قرنية العين المخروطية
زراعة قرنية العين كاملة
وفي هذه الحالة يتم إزالة القرنية المتضررة للمريض التي بها مجموعة الأنسجة الطلائية الداخلية وكولاجين العين ووضع قرنية العين كاملة الخاصة بالشخص المتبرع.
زراعة قرنية العين بشكل جزئي
ويتم في هذه العملية إزالة قرنية العين الداخلية والاحتفاظ بالأجزاء الداخلية التي تبطن العين، فبذلك تكون قرنية العين نسبة رفض الجسم لها ضعيفة جداً.
هل الليزك يسبب قرنية العين المخروطية
تعمل عملية "الفيمتوليزك" على تصحيح النظر للقرنية المخروطية، وذلك من خلال استخدام أشعة الليزر، حيث تتم جراحة الليزك عن طريق إزالة طبقة رقيقة جدًا من أنسجة القرنية؛ ليبقى جزءًا منها متصلاً بالعين، والذي بدوره يلتئم تلقائيًا دون جراحة.
تحرك القرنية بعد الليزك من العلامات النادرة، ولذلك ينصح بعدم فرك العينين بعد الأيام الأولى من الجراحة لتجنب تحرك القرنية.
هل قرنية العين المخروطية تسبب العمى
هذا التساؤل يتردد كثيرًا على أذهان مرضى قرنية العين المخروطية، وجعلهم يتساءلون هل قرنية العين المخروطية تؤدي إلى فقدان الرؤية.
تتمثل الإجابة الوافية في حالة إذا ما تم التشخيص المبكر والعلاج الجيد للقرنية المخروطية، فإنه يمكن الحصول على نتائج إيجابية، والعكس بالعكس فإن التأخير في التشخيص أو عدم تلقي العلاج الأمثل يجعل المريض يقع في مضاعفات قرنية العين المخروطية، وقد يصل به الحال إلى العمى.
كيفية معرفة أن المريض مصاب بقرنية العين المخروطية؟
من أهم الطرق المهمة لتشخيص المرض بشكل صحيح هي الفحص السريري؛ لأنه يعتبر من الأمور المهمة التي تسهل على الطبيب معرفة وإجراء خطة علاج مناسبة مثل فحص البنتاكام، الفحص الطبوغرافي للعين.
الفحص الطبوغرافي للعين هو عبارة مجموعة من الألوان التي يقوم الطبيب عن طريق تلك الألوان لمعرفة مدى نسبة التحدب في القرنية مقارنة بالتحدب للشخص الطبيعي.
الفحص الخاص بمعرفة مدى سمك قرنية العين: ويتم ذلك الفحص من خلال القيام بالتصوير باستخدام الموجات الفوق الصوتية ويعرف مدى سماكة العين في أماكن مختلفة؛ لأن كل منطقة من العين لها سمك قرنية مختلفة عن الأخرى.
فسماكة قرنية العين الوسطى: 530 ميكرون، وبالنسبة للأشخاص الذين لديهم مشكلة في قرنية العين المخروطية تصل سمك القرنية إلى أقل من 500 ميكرون.
أما في الحالات المتطورة قد تصل سمك قرنية العين لأقل من 400 ميكرون.
كيف تقي نفسك من قرنية العين المخروطية؟
يتم الحماية من المرض عن طريق الكشف المبكر وتلقي العلاج فور اكتشاف المرض؛ للحد من مشاكل ظهور المرض بالطرق التالية:
الفحص المستمر للعين وبشكل منظم من بعد عمر ال 9 سنوات، خاصة في حالة ظهور مشاكل لدى الآباء.
في حالة إصابة العين بالحساسية الشديدة، فعلي المرض الابتعاد عن الفرك المستمر للعين وعدم الضغط على العين.
عدم تناول أي نوع من الأدوية أو القطرات دون الوصفات الطبية، وعدم الاقتراب من المواد التي تسبب أكلان في العين وعن كل العوامل التي تثير الشعور بفرك العين.
الحذر عند السباحة أو لعب التمارين الرياضية.
لا توجد طريقة محددة؛ لتحمي نفسك من قرنية العين المخروطية بأن تقوم باستخدام قطرات عين معينة أو الحد من تطور الحالة بالطرق التالية:
ارتداء النظارات الطبية أو استخدام العدسات الطبية اللاصقة من النوع اللين، ويتم اللجوء لهذه الحل في الحالات الابتدائية.
أما في حالة ضعف النظر الشديد يقوم الطبيب بوصف استخدام العدسات الطبية اللاصقة من النوع الصلب التي تمرر الأوكسجين.
وعند تأخر الحالة جداً يتم اللجوء لإجراء العمليات الجراحية كزراعة قرنية جديدة للعين.
أقرأ عن الفحص الدوري للعين.
أقرأ عن كيفية الحفاظ على صحة العين.
كما عرفنا مسبقًا أن قرنية العين المخروطية تنتج عن ضعف في أنسجة القرنية، وتسبب العديد من المشاكل في الرؤية، لذا يجب على العائلات التي لها تاريخ إيجابي بالإصابة بالمرض التوجه الدوري إلى الطبيب المختص، لتجنب المضاعفات التي تم ذكرها.